responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا    جلد : 1  صفحه : 552
يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) ومثل قوله تعالى: (وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) ولنا بعد التسليم بأحكام الله تبارك وتعالى الواضحة الصريحة أن نبحث فى حكمها وأسرارها، وسيكشف لنا البحث الحر النزيه عن أن وراء كل حكم حكمة عالية، وفائدة شاملة كاملة، فصدق قول الله تبارك وتعالى: يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ [الأعراف: 157].
أما أن نتوقف عن الأخذ بأحكام الله القاطعة حتى تظهر لنا حكمها وفوائدها، فذلك لا يستقيم مع مقتضى الإيمان بأن علم الله أوسع من علمنا، واختياره لنا أفضل من اختيارنا لأنفسنا، وو عدت بعد ذلك بمناقشة الشبهات التى يثيرها بعض الناس حول ما جاء فى كتاب الله من أحكام وحدود.
ومن ذلك قولهم: إنّ العرف العصرى والاتفاقات الدولية تحول بيننا وبين الرجوع إلى ما جاء فى القرآن من أحكام.
وهذا القول منقوض بقرارات المجامع الدولية نفسها، ففي (لاهاى) وفى (واشنطن) ارتفع صوت المجتمعين بتزكية الشريعة الإسلامية، واعتبارها مصدرا مستقلا من مصادر التشريع صالحا للتطور والبقاء، وما مثلت مصر فى محكمة العدل الدولية بعضو قانونى هو سعادة عبد الحميد بك بدوى إلا بهذا الاعتبار، وهو أنها تستمد من شريعة مستقلة هى الشريعة الإسلامية، ولو قيل إنها تستمد تقنينها من إحدى الشرائع الأوربية لأغنى عن تمثيلها العضو الذى يمثل الدولة ذات التشريع الأهلى، على أن العرف الدولى الآن قد تغيّر تغييرا كبيرا، وصار من المسلّم به أن من حق كل شعب أن يفكر فى تنظيمه الداخلى كما يشاء، وتعديل الاتفاقيات والمعاهدات جائز فى كل الظروف والأوقات، فلو أردنا نحن إرادة صادقة لما وقف فى وجهنا أحد ولكنّا نحن الذين لا نريد، ونقيم فى وجه أنفسنا العقبات الثقال ونتوهمها توهما لا حقيقة له.

[مشكلة غير المسلمين]
ويقولون أيضا: وماذا تفعلون مع غير المسلمين من المواطنين؟
والجواب حاضر سهل ميسور مقنع وهو: أننا لا نقدم لهم هذه الأحكام على أنها دين يؤمنون به أو عقيدة جديدة تخالف ما يعتقدون، ولكنا نقدمه على أنه قانون اجتماعى

نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا    جلد : 1  صفحه : 552
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست